الحمل الطبيعي ورعاية الأمومة
 

يُعتبر الحمل فترة ممتعة ومثيرة للسيدة الحامل، على الرغم من بعض الأعراض التي تعاني منها مثل الغثيان أو القيء أو التعب والإرهاق. وعلى الرغم من أن الحمل أمر طبيعي في حياة النساء ويمر عادة دون أي مشكلات أو مضاعفات إلا أنه يتوجب على السيدة الحامل مراجعة الطبيبة بانتظام للكشف عن صحة الحامل وجنينها وللوقاية من حدوث بعض المشكلات المتوقعة في بعض الأحيان، مثل ارتفاع الضغط المصاحب للحمل، أو سكري الحمل.
تسأل الطبيبة في الزيارة الأولى عن التاريخ المرضي للحامل بما في ذلك وجود بعض الأمراض والمشكلات الصحية لدى المريضة أو فرد من أفراد عائلتها كارتفاع ضغط الدم أو داء السكري، وغير ذلك الأسئلة التي تسألها الطبيبة..
تقوم بعدها الطبيبة بإجراء فحص عام للسيدة ومعرفة وزنها وطولها وضغط الدم لديها وفحص البول للتأكد من خلوه من الزلال ومن السكر، ثم فحص البطن لمعرفة حجم الرحم وسماع نبض الجنين.
ثم تطلب بعض التحاليل المخبرية مثل مستوى الخضاب في الدم وفصيلة الدم، وتحليل لمستوى السكر وحالة المناعة ضد الحصبة الألمانية والتهاب الكبد، وصورة أشعة صوتية للرحم والمشيمة والجنين للتأكد من سلامتهم.
صورة أشعة صوتية تبين جنينين داخل الرحم


تتكرر الزيارات لعيادة رعاية الحوامل شهرياً إلى أن يصل الحمل إلى الأسبوع الثامن والعشرين فتصبح الزيارات مرة كل أسبوعين وفي بداية الشهر التاسع تصير الزيارات أسبوعياً إلى أن يحين موعد الولادة. وفي كل زيارة تسأل الطبيبة عن صحة الحامل وعن حركة الجنين وبعدها يتم وزن السيدة الحامل وقياس ضغطها وفحص بولها، وتكشف الطبيبة على البطن لمعرفة مرحلة نمو الرحم والجنين بداخله والتأكد من وضعية الجنين وسماع نبضه، وتناقش مع الحامل الأمور المتعلقة بالحمل وتجيبها عن استفساراتها.

بعض المشكلات المتوقعة أثناء الحمل:
· ارتفاع ضغط الدم، وما يمكن أن يتبعه من الارتعاج النفاسي.
· الإصابة بسكري الحمل.
· الإصابة ببعض الأمراض المعدية أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية.
· مشكلات تتعلق بالحمل وبالجنين مثل عدم نمو الجنين بشكل طبيعي، أو قصور المشيمة.

نمو الجنين وتطوره:
يبدأ الحمل منذ اللحظة التي يحدث فيها الإخصاب، ونقصد بالإخصاب اتحاد حيوان منوي واحد ببويضة واحدة في الرحم مكوناً البويضة الملقحة أو اللقيحة. تنقسم هذه البويضة الملقحة إلى اثنتين ثم إلى أربع، وتستمر بالانقسام إلى أن تصل إلى عدد كبير من الخلايا وتسمى حينئذ بالكرة الأرومية (blastula)، وعندها تبدأ الخلايا بالتميز إلى طبقتين:
§ الطبقة الخارجية: وتكون مسؤولة عن الانغراز والتغذية، فتنغرز في بطانة الرحم مكونة المشيمة وتعمل على إمداد الجنين النامي بالغذاء اللازم من الأم.
§ الطبقة الداخلية: وهي التي تكوِّن اللوح الجنيني، الذي ينقسم بدوره إلى:
o خلايا الطبقة الخارجية: التي يتكون منها الجلد وملحقاته، والجهاز العصبي ونسيج الفم والأسنان وشبكية العين والعدسة والقرنية والملتحمة، والغدة النخامية وغشاء فتحة الشرج والجزء الخارجي للإحليل.

o الطبقة الوسطى: ويخلق الله سبحانه منها: العظام والعضلات والجهازين البولي والتناسلي والدم والجهاز اللمفي والعين (عدا الأجزاء التي ورد ذكرها في الأعلى)، والأنف والأذن.

o الطبقة الداخلية: ومنها ينشئ الله سبحانه وتعالى: الغشاء المبطن للجهازين الهضمي والتنفسي، والغدة الدرقية وجاراتها والغشاء المبطن للقناة السمعية والأذن الوسطى، والغشاء المبطن للمثانة وقناة مجرى البول.


وبعد علوق الجنين بواسطة المشيمة بجدار الرحم في اليوم السادس من الإخصاب تبدأ مرحلة العلقة، وهنا تظهر الكتل البدنية (somites) وتستمر بالظهور إلى أن يصير شكل الجنين كقطعة صغيرة جداً من اللحم الممضوغ، وتسمى هذه المرحلة بالمضغة. تنقسم المضغة بعد ذلك وتتباين وتتكون الأجهزة والأعضاء المختلفة للجنين النامي، فتتكون العظام والقلب والأعصاب والعينان والأنف والأذنان والأطراف. وتكتمل ملامح الإنسان من عظام وعضلات في نهاية الأسبوع الحادي عشر من الحمل، وتتم تغذيتها بالأعصاب في نهاية الأسبوع الثاني عشر فتبدأ العينان والفم بالحركة، ويكون وزن الجنين في هذه المرحلة لا يزيد على 20-24 جم. ويستمر الجنين بالنمو والكبر إلى أن يصل إلى حجمه الطبيعي عند الولادة فسبحان الله الخالق المبدع.

ســـلمـــت الأيـــــــــــآدي على الموضـــــــوع الجـــمـــيـــل ..
إبدآعآت وجهود مميزه فعلاً لك أرق تحيه ..
لآخــــــــلآ ولآعـــــــدم منك ومن جديدك القـــآدم ..