2019-08-23, 03:46 PM
|
|
|
الصحابية الجليلة سهيلة بنت سهيل بن عمرو القرشي رضي الله عنها ..
الصحابية الجليلة سهيلة بنت سهيل بن عمرو القرشي رضي الله عنها
هي ابنة سهيل بن عمرو القرشي الذي وقع صلح الحديبية مع النبي صل الله عليه وسلم قبل أن يشرح الله صدره للاسلام، وزوجة الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة رضي الله عنهم.
اسلامها رضي الله عنها
أسلمت قديما بمكة وبايعت النبي صل الله عليه وسلم، وهاجرت الى الحبشة الهجرتين، وأنجبت محمد، وعاشت مع زوجها في الحبشة وقلبها معلقا بالبيت العتيق، الى أن أذن الله تعالى وهاجرت مع زوجها الى المدينة تاركين في مكة كل ما يملكان في سبيل فرارهما بدينهما والأمل يحذوهما بالعودة الى مكة وتكون راية الاسلام قد رفعت عالية خفاقة، وقد كان لهما ما حذوا اليه وتحقق حلمهما بفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة بفضل الله ومنته على المسلمين.
رخصة نبوية خاصة
أجمع اهل العلم على ثبوت رضاعة الكبير وما قال احد من أهل العلم قط بهذه المسألة, وما قيل من أن قصة ارضاع الكبير مدسوسة فقد افترى لأنها حقيقة واقعة, وقعت لسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما وانتهت بموت سالم رضي الله عنه.
وقصة الارضاع تعود الى أنّ ابي حذيفة رضي الله عنه كان قد تبنى سالما رضي الله عنهما قبل أن يبطل الاسلام عادة التبني, تماما كما تبنى النبي صل الله عليه وسلم زيد بن الحارثة رضي الله عنه, وكان الم قد تربى في بيت أبي حذيفة رضي الله عنهما , ونما معهما كما ينمو أي طفل مع أبويه, حتى اذا بلغ مبلغ الرجال وظهرت لحيته باتت سهيلة رضي الله عنها الفطنة اليقظة الحساسة جدا تلمح الكراهة في وجه زوجها تجاه سالم خاصة عندما يدخل البيت ويجده منفردا مع زوجته, فذهبت الى النبي صل الله عليه وسلم وقالت له: يا رسول الله! اني أرى الكراهة في وجه أبي حذيفة من وجود سالما معنا في البيت, وفي رواية: يا رسول الله! انا كنا نرى سالما ولدا، ولازال يدخل عليّ وقد بلغ ما بلغ من الرجال، وانه ليدخل عليّ وأظنّ في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا، فماذا ترى فيه؟ فقال النبي صل الله عليه وسلم: أرضعيه تحرمي، وفي رواية: ارضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة… فقالت: يا رسول الله! كيف أرضعه وهو رجل كبير وذو لحية؟ فتبسّم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: قد علمت أنه كبير, فأرضعته رضي الله عنها خمس رضعات وعادت اليه وقالت: والله يا رسول الله! لقد ذهب ما في وجه أبي حذيفة من كراهة.
وقد اجمع أهل العلم أنّ هذه الرخصة النبوية كانت خاصة بسهيلة وسالم رضي الله عنهما ,وانتهت بموت سالم رضي الله عنه, ولم يأخذ بها أحد بعده ولم يتقوّل عنها أحد الى أن جاء هذا الزمن ولا ندري الهدف من اثارة الموضوع من جديد هذه الأيام بعد خمودة لأكثر من أربعة عشر قرنا مضت.
انّ هذه الرخصة النبوية الخاصة وباجماع أهل العلم لتد حض أقوال الخارجين والمارقين عن الدين الذين تقولوا عليها كثيرا وهاجوا وماجوا برخصة خاصة منحها النبي صلى الله عليه وسلم لهده الصحابية الجليلة .
سهيلة والاستحاضة
وعندما ابتلاها الله عزوجل بمرض الاستحاضة، أتت النبي صل الله عليه وسلم تسأله ما تفعل بصلاتها، فأمرها ان تغتسل لكل صلاة، فلما أجهدها ذلك، امرها بأن تجمع بين الظهر والعصر بغسل واحد.
استشهاد أبي حذيفة ومولاه سالم
وفي معركة اليمامة لمحاربة مسيلمة الكذاب وجيشه، خرج أبي حذيفة ومولاه سالم رضي الله عنه الى الجهاد لقتال المرتدين ونالا شرف الاستشهاد في سبيل الله تعالى، ودفنا معا في قبر واحد.
زواجها رضي الله عنها
بعد ذلك تزوجت ثلاثة رجال من الصحابة الكرام هم: عبد الله بن الأسود وأنجبت له سليط، ثم تزوجت بعده بالشماخ بن سعيد وأنجبت له عامر، ثم تزوجت بعبد الرحمن بن عوف وأنجبت له سالم تيمنا بسالم ابنها بالرضاعة رضي الله عنهما، وعاشت حتى عصر دولة بني أمية تتابع مسيرة العطاء الى آخر حياتها ، ودفنت رضي الله عنها وأرضاها في المدينة المنورة.
فرضي الله تعالى عن سهيلة وأبوها وزوجها وسالم وصلى الله وسلم وبارك على من رباهم.
.
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|