بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده ، أما بعد ..
فمن صفات سلف هذه الأمة الصالح ، وجيلها الراد
التسامح ، وسعة الصدر ، وقبول الآخر
واحتمال الأذى والتواضع للخلق ، وحب العفو
والتجاوز عن المخطئين ، والإعراض عن الجاهلين.
ومن أخبارهم في ذلك :
بل يدخل معك أنت
قال رجل لأبي بكر الصديق : والله لأسبنك سبًّا يدخل معك قبرك.
فقال أبو بكر : بل يدخل معك لا معي .
[ أدب الحوار ص : 29 ]
طأطئ لكلمة السوء
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
إذا سمعت الكلمة تؤذيك ، فطأطئ لها حتى تتخطاك.
[ العقد الفريد 2 / 127 ].
لا تفرط في شتمنا
قال سفيان الثوري : كان ان عياش المتنوف
يقع في عمر بن ذرّ ويشتمه . فلقيه عمر فقال : يا هذا !
لا تفرط في شتمنا ، وأبق للصلح موضعًا
، فإنا لا نكفئ من عصى الله فينا ، بأكثر من أن نطيع الله فيه .
[ سير النبلاء 6 / 288 ].
وقعتَ في الشغل
قال رجل لعمرو بن العاص : والله لأتفرغنَّ لك .
فقال له عمرو : هنالك وقعت في الشغل.
فقال الرجل : كأنك تهددني والله لئن قلتَ لي كلمةً لأقولنَّ لك عشرًا .
فقال عمرو : وأنت والله لئن قلتَ لي عشرًا ، لم أقل لك واحدة !! .
[ العقد الفريد 2 / 121 ].
شكر القدرة
قال علي بن أبي طالب :
إذا قدرت على عدوّك ، فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه.
[سنابل الحكمة ص : 273 ].
عيوبنا أكثر
خرج علي بن الحسين يومًا من المسجد ، فسبَّه رجل ، فقام الناس إليه .
فقال : دعوه ، ثم أقبل عليه فقال :
ماستر الله عنك من عيوبنا أكثر .. ألك حاجة نُعينُك عليها ؟
.. فاستحيا الرجل ،
فألقى إليه خميصةً كانت عليه ، وأمر له بألف درهم.
[ البداية والنهاية 9 / 118 ]
ادفع بالتي هي أحسن
قال الشافعي :
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
ودافع ولكن بالتي هي أحسن
[ الديوان ص : 119 ].
هذا من كرمهم
قالت امرأة عبد الله بن مطيع له : ما رأيت ألأم من أصحابك ؛
إذا أيسرت لزموك ، وإن أعسرتَ تركوك ..
فقال : هذا من كرمهم ؛ يغشوننا في حال القوة منا عليهم ،
ويفارقوننا في حال العجز منا عنهم
[ الصداقة والصديق ص : 187 ].
علامة النبل
قال أيوب السختياني : لا يَنْبُل الرجل حتى يكون فيه خصلتان :
الغنى عما في أيدي الناس ، والتجاوز عما يكون منهم
. [ ربيع الأبرار / 735 ].
هكذا المعاتبة
كتب رجل إلى صديق له بلغه أنه وقع فيه :
لئن ساءني أن نلتتي بمساءةٍ
لقد سرّني أني خطرت ببالك
اطلب لأخيك المعاذير
قال إبراهيم بن أدهم : اطلب لأخيك المعاذير من سبعين بابًا ،
فإن لم تجد له عذرًا ، فاعذره أنت
[ ربيع الأبرار 736 ].
السماحة تدخل الجنة
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : ربَّ فاجر في دينه ،
أخرق في معيشته ، يدخل الجنة بسماحته
[ الإحياء 4 /23 ].
أنا عمر بن عبد العزيز
قام عمر بن عبد العزيز يصلي الليل في مسجد بني أمية وكان السراج
قد انطفأ فاصطدمت قدماه برجل نائم فقام النائم
وقال : أحمار الذي وطأني؟
قال عمر : لا أنا عمر بن عبد العزيز ولستُ حمارًا .
[ أدب الحوار ص 28 ]
ما عرفني إلا أنت
زاحم رجل سالم بن عبد الله في الطواف
وضيق عليه ثم قال له :أنت رجل سوء .
فقال سالم : ماعرفني إلا أنت !!
[ السابق ص 29 ].
أنت حر لوجه الله
جاء غلام لابن العون فقال : فقأت عين الناقة
فقال ابن العون : بارك الله فيك ..
قال الغلام : أقول لك فقأت عين الناقة
وتقول : بارك الله فيك ؟
فقال ابن عون : أقول : أنت حرٌّ لوجه الله ...
[ الحلية 3 / 39 ].
يدعو لسارقه
سرُق للربيع بن خُثيم فرس
فقال أهل مجلسه : ادع الله على سارقه ،
فقال : بل أدعو الله له ، اللهم إن كان غنيًّا فأقبل بقلبه
وإن كان فقيرًا فأغْنِه.
[ السابق 2 / 111 ].
وشتم رجل الشعبي فقال له :
إن كنت صادقًا ، فغفر الله لي
وإن كنت كاذبًا فغفر الله لك
[ العقد الفريد 2 / 121 ].
مما قرأت